٠٢‏/١٢‏/٢٠٠٨

لماذا نكتب؟

يمر الإنسان بمراحل عديدة في حياته ... منها المراحل التي يعي دخوله فيها وخروجه منها، كالتخرج من الجامعة وإنتهاء الدراسة. كأول وظيفة يزاول فيها العمل ويدخل فيها معترك الحياة. وكالزواج، ذلك القفص الحديدي المطلي بذهب مغشوش، والذي يعتبر هو الآخر مرحلة يتم فيها "الولوج" إلى مرحلة اخرى من حياة الإنسان.

وهناك ايضا المراحل التي لا يعي الشخص مرورها بحياته إلا بعد فوات الأوان. تلك المراحل التي تعلم الإنسان دروساً من أخطائه وأخطاء غيره. هذه المراحل تختلف بإختلاف الناس وسماتهم وشخصياتهم وأطباعهم وبالأخص على قدرتهم في الملاحظة والتعلم مما يجري حولهم. من الأمثلة هنالك عدة: خيانة حبيب ، كلام جارح من صديق، رؤيا مستقبلية لشيء بعيد لم يكن في الحسبان، وبالأخص، عند وقوع مصاب عافانا الله وإياكم.

هذه الأنواع من الأحداث (ومن غيرها الكثير) تجبر الإنسان على الوقوف والنظر والتمعن فيما حواليه. تجبره على الإقتناع بعدم إستدامة أي شيء، تجبره على إتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة وقت اللزوم. وأهم شيء تجبره عليه هذه الأحداث هو ... تعلم الدرس!

هذه الأحداث فرصة لتعلم دروس الحياة. فهنالك من الناس من يتعض ويفهم ويتعلم ... لكي يصبح إنسانا أفضل في المستقبل ... ومنهم كالبهيمة الهائمة علي بساط الأرض ... جل همها البحث عن الكلأ والمضجع و الساعة الكارتيير والمرسيدس بنز.

وحيث أن ليس لهذه المدونة قراء من البهائم ... فإن كل مابها من نوادر ونصوص ونوابغ وأفكار فهو للقراء الأعزاء الذين يتعضون ويفهمون ويتعلمون ويشاركون! ولا أقصد هنا التعلم الأكاديمي، فلست بمدرس ولا أستاذ ... ولكن من الناس القلة من يحب مشاطرة الآراء والتفكر في تجارب الناس ويفيد ويستفيد. وكما تقول الحكمة السائدة: أن الذكي يتعلم من أخطائه، والحكيم يتعلم من أخطاء غيره.

في ما مضى، كان الإنسان يكتب مدونة شخصية، عادة ما تكون في شكل كتاب صغير مدبوغ بالجلد وعليه قفل صغير. كان الإنسان يدون فيها أفكاره وخواطره في منتهى الخصوصية. لم يكن يستطيع مشاطرة محتواها مع الغير ليستقصي آرائهم لما له من كشف عن خمار ميوله وإعتقاداته وبواطن أفكاره. ولكن الآن ومنذ دخولنا عصر الإنترنت، استطاع أي شخص الإحتماء وراء هوية مجهولة، وفي نفس الوقت، كتابة أفكاره ومشاركة الناس بما ينضح فيه عقله!

والذي ينضح من الأفكار كثير! فترقبوا المزيد ...

أشكر لجميع القراء زيارة المدونة و أعدكم بوفرة المقالات، باللغتين العربية والإنجليزية.
وليعلم الكل أن مهما اختلفت الآراء ... فلا يفسد الود قضية!

... مع تحياتي

0 التعليقات: